تخطي للذهاب إلى المحتوى

بناء الكنيسة

8 مايو 2025 بواسطة
بناء الكنيسة
سمير فؤاد

تُرى ما هو الأساس الذى بُني عليه بيت الله ( كنيسة الله )؟

(أفسس 4:20) "مبنين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية "

(أفسس 4: 11و12) "وهو ( أى الرب يسوع المسيح ) أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين...لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح".

فما الذى نفهمه من هذين النصين؟ وما هو التنظيم المُتبع داخل بيت الله ( كنيسة الله )؟؟

الرب يسوع وحده هو الأساس فى بناء الكنيسة، والتى هى مجموعة من المؤمنين المُخلصين. والرسل والأنبياء من ضمن هذا البناء. فليس هم الأساس، بل هم من أقامهم الرب يسوع للكيان التعليمى فى هذا البيت، لخدمة مَن يتواجد فى البيت بالتعليم الكتابى، الذى هو تعليم الرسل. لكن هل هناك تعليم يُسمّى تعليم الأنبياء؟

من خلال العديد من الشواهد الكتابية، على سبيل المثال ( أع27:11و28) 

"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ انْحَدَرَ أَنْبِيَاءُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوسُ وَأَشَارَ بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعاً عَظِيماً كَانَ عَتِيداً أَنْ يَصِيرَ عَلَى جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ - الَّذِي صَارَ أَيْضاً فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ قَيْصَرَ."،

 هنا رسالة نبوية وصلت مباشرة وليست مكتوبة.

( أع10:21و11)"وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّاماً كَثِيرَةً انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ هَكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الْأُمَمِ».
( أع32:15)"وَيَهُوذَا وَسِيلاَ إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضاً نَبِيَّيْنِ وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ"،

 هنا أرسل الروح القدس رسالة تشجيع للإخوة .

إذًا، النبوة هى هبة وعطية من الروح القدس، يُخبر بها النبى بالأمور المستقبلية، التى تهم الكنيسة، فهو ليس تعليم، إذ أنه بعد إنتقال الأنبياء سواء عهد قديم أو عهد جديد، لم نجد تعليم خاص بهم نُعلم به فى الكنيسة على غرار تعليم الرسل ..وما يؤكده الروح القدس هنا ضرورة وجود أنبياء مع بداية تكوين الكنيسة، لعدم وجود الوحى المكتوب، لكن بعدما اكتمل الوحي المكتوب، نجد أن التعليم والأرشاد يكون منه، أي من كلمة الله. قد ننخدع في بعض الأشخاص، عندما يقولون أن لديهم إعلان من الرب خاص لبعض الأشخاص. علينا أن نمتحن كل شيء في ضوء كلمة الله.

لكن، قد يتسائل أحد قائلاً: "لماذا لا يكون هؤلاء الأنبياء المذكورين فى الشواهد السابقة هم أنبياء العهد القديم؟" من القراءة الدقيقة للنص وترتيب الرسل قبل الأنبياء يؤكد أنهم أنبياء العهد الجديد. هذا بالإضافة إلى عدم ذكر الكنيسة التى هى  جسد المسيح  فى العهد القديم.  وهنا قد يقول قائل إذًا لامانع من أن يوجد أنبياء فى كنيسة الله فى العهد الجديد يتنبأون حاليًا، فيكون الرد أن وجود أنبياء حاليًا للتنبؤ بالمستقبل، يضعف من صدق الوحى، ويؤكد أن الوحى المكتوب غير كامل. إذا دور الأنبياء فى كنيسة العهد الجديد كما كان فى

(أعمال 32: 15) للوعظ والتشديد والتشجيع. ونرى من خلال ما قدّمه الوحى المقدس لنا، أن الرسل تنبأوا وتحققت بعض هذه النبوات، والبعض سيتحقق فى وقته.

مثلاً، نجد نبوة بطرس بموت حنانيا وسفيرة ( أع5:5و9و10). كما تحققت نبوة بولس بإصابة عليم الساحر بالعمى ( أع 11:13 ). نبوة بطرس باحتراق العناصر ( 2بط 7:3)  ستتحقق فى وقتها. كما أن هناك العديد من النبوات الاخرى، مثل ما جاء في سفر الرؤيا، حتمًا سيتحقق.

إن هذا يؤكد أن الرسل والأنبياء هم الأساس الذى بُنيَ عليه المؤمنين فى الكنيسة، لكن بشرط مهم جدًا وهو أن يكون الأساس الأول والأصلى لهذا البناء هو الرب يسوع المسيح الفادى. فإن كان الرب يبنى الكنيسة من حجارة حية، ويضعها فى مكانها داخل المبنى، فما على الأعضاء الذين يتمسكوا بتعليم الرسل، إلا أن يأخذوا هذه الحجارة المبنية أساسًا بيد الرب يسوع، ويدخلون بها إلى مدرسة المسيح للتعليم والتهذيب بكل أمانة دون إنحراف أو تضليل.

ولكن أين المبشرون والرعاة والمعلمون من هذا البناء؟ وما هو دورهم وعملهم فى كنيسة الله؟

للحديث بقية فى العدد القادم والرب معكم.

علامات التصنيف