تخطي للذهاب إلى المحتوى

كيف يرانا الله، وكيف نراه نحن؟

أفكار ما بين رسالتي رومية وأفسس.
8 مايو 2025 بواسطة
كيف يرانا الله، وكيف نراه نحن؟
ادور إيليا

سقط الإنسان في الخطية، ورأى الله الإنسان أنّه شرير منذ حداثته. نقرأ هذا أيضًا في الأصحاح الأول من رسالة رومية، في العهد الجديد. لا تُصدَم عزيزي، فالوحي المقدس في ذلك الأصحاح، ذكَر أكثر من تسعة عشر صفة للبشر ما أصعبها، وختم على جميع البشر في الأصحاح الثالث أيضًا.

ولكن، لأن الله قلبه عجيب، وفكره عميق، وهو كُلّي الصلاح والحكمة والقوة، رأى نفسه فينا!.  

نعم، في قلب المشورة الأزلية، سبق فاختار وعيَّن بشرًا،  ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون المسيح بكرًا بين إخوة كثيرين (رومية ٨ :٢٩)، ياللعجب!! إن نعمة الله عظيمة لا ندركها حقًا!

أبدل الرب يسوع ابن الله المبارك، هذا الفساد، بكيانٍ رأى نفسه فيه، إنه الكنيسة (الجماعة التي افتداها لنفسه)، فصارت: 

"مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ" (أفسس 5: 30). 

ولقد كان الصليب هو الطريق لتنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع. فاستبدل القبح بالجمال، آخذًا العقاب في نفسه، بمحبته وقوته العظيمة، يا للعجب! فعندما ينظر إلينا يرى نفسه، وأيضًا عندما ننظر إليه نحن بدورنا، نرى أنفسنا، ونرى قيمتنا الحقيقية، فلا معنى لبشر بدون الصورة الأصلية التي خلقنا عليها أولًا. إن المسيح هو نبعنا الذي منه أتينا، وهو غايتنا الذي إليه نذهب.

عزيزي القارئ، اسمح لي أن أقول: أنت بدون المسيح لست بشرًا، ستكون أي كائن آخر غير أن تكون إنسانًا! نحن نستمد وجودنا، ونستمد حياتنا منه، 

"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلّ" ( كولوسي 1: 16).

عندما نظر هو إلينا، رأى نفسه، فشابهنا في بشريتنا بلا خطية! والكنيسة هي جسد المسيح، ونحن جميعنا  واحد معه وفيه، ومشيئته الصالحة جعلته يصير واحدًا معنا، ونكون نحن جميعنا واحدًا فيه 

"ليكونوا مكملين إلى واحد" ( يوحنا ١٧ : ٢١ – ٢٣)،

 فبالرغم من أننا أفراد متعددين، لكن نحن واحد بعمل نعمته. ولهذا، نجتهد معًا، في كل كنيسة محلية أن نحفظ وحدانية الروح برباط السلام.

أنه لسر عظيم، أن نكون جميعنا واحد مع المسيح، وفيه أيضًا.

إن أعظم صورة لمجتمع بشري على الأرض، نجدها في (رومية 12: 8-21)، أنصحك عزيزي القارئ بالرجوع إليه، والتأمل فيه. وكمسيحي مؤمن، عليك أن تعيش هذه الأمور بصورة يومية في حياتك، فتختبر عظم نعمة الله المغيّرة.  

كما يمكن القول، أن أفضل هدف لمجتمع بشري، هو النمو لهدف، نجد ذلك في (أفسس 4). والمسيح هو غاية النمو وهدفه ووسيلته أيضًا. 

"بَلْ صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ، الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ مُرَكَّبًا مَعًا، وَمُقْتَرِنًا بِمُؤَازَرَةِ كُلِّ مَفْصِل، حَسَبَ عَمَل، عَلَى قِيَاسِ كُلِّ جُزْءٍ، يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ. (أفسس ٤: ١٥، ١٦).

المسيح والكنيسة، ينبغي أن يملئا حياة الإنسان. هل عرفنا المسيح حقًا ؟؟ هل خدمنا كنيسته فعلاً ؟؟

علامات التصنيف