تخطي للذهاب إلى المحتوى

بطرس الرسول

الاستجابة الصادقة للدعوة، رغم السقوط.
8 مايو 2025 بواسطة
بطرس الرسول
إيلي داود

بطرس الرسول، أحد أقرب تلاميذ المسيح، جسَّد بقصة حياته معنى الاستجابة الصادقة لدعوة الإيمان، حتى في ظل لحظات الضعف والسقوط.

كان في الأصل صيادًا بسيطًا يُدعى سمعان، يعيش على ضفاف بحيرة طبريا، يكدح بشباكه لكسب قوته. لكن كل شيء تغير عندما ناداه الرب يسوع 

قائلاً: "اتبعني، فأجعلك صيادًا للناس" (متى 4: 19).

 دون تردد، ترك بطرس حياته القديمة وتبع المعلم بقلب مملوء إيمانًا، ليصبح لاحقًا القلب الذي حمل رسالة المسيح للعالم.

عندما سأل الرب يسوع تلاميذه: 

"مَن تقولون إني أنا؟" أجاب بطرس بثقة: "أنت المسيح، ابن الله الحي" (متى 16 :16) 

فكافأه المسيح يسوع بتأكيد دوره العظيم. لكن هذا الإيمان القوي لم يحمِ بطرس من السقوط. في ليلة محاكمة المسيح، أنكر معرفته به ثلاث مرات خوفًا من المصير المجهول. وعندما صاح الديك، أدرك خطأه، فانهار باكيًا بندم عميق ومرارة صادقة.

لم تكن تلك نهاية قصته. بعد قيامة المسيح، ظهر له الرب يسوع على شاطئ البحر، وسأله ثلاث مرات: 

"أتحبني؟" ليجدد بطرس إيمانه في كل إجابة. ثم كلفه قائلاً: "ارع خرافي" (يوحنا 21: 17) 

في لفتة رحمة أعاد الرب إليه الثقة والدعوة. لم يستسلم بطرس لفشله، بل نهض مجددًا، متسلحًا بتوبته الصادقة، ليصبح قائدًا بارزًا في الكنيسة الأولى. في يوم الخمسين، ألقى عظة ألهبت قلوب السامعين، فاعتنق الإيمان أكثر من ثلاثة آلاف شخص (أعمال 2: 41). وبشَّر بشجاعة في أماكن عدة، حاملاً رسالة المسيح بلا خوف.

تعلمنا قصة حياة بطرس درسًا خالدًا

السقوط ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية تحول عظيم. إن الاستجابة الصادقة لدعوة الله، حتى بعد الزلل، هي ما يصنع من الإنسان العادي أداة لأعمال غير عادية... من صياد بسيط إلى رسول عظيم.

علامات التصنيف