تخطي للذهاب إلى المحتوى

دايماً عامر

29 يونيو 2025 بواسطة
دايماً عامر
روماني نصحي

بعد يومٍ طويل، والوقوف والتعامل الكثير مع رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، قام أحد الأحباء لدعوتنا لأخذ بعض الراحة، وتناول العشاء في منزله. في البداية قدمت اعتذارًا، لأن مكان رجوعي لمنزلي بعيدًا، ويأخذ وقتًا طويلاً، لكن الأخ الحبيب، صمم أن نذهب جميعًا معه، ولا يمكن لأحد الاعتذار. وفي الحقيقة لو كنت صممت على الاعتذار لخسرت كثيرًا. ذهبنا معًا إلى منزل الأخ الحبيب، فأستقبلنا بكل الود، وقدّم لنا ليس عشاءً فحسب، لكنها كانت وليمة، عبّر بها عن كرمه، ومحبته لنا. قدمنا جميعًا كلمات الشكر للأخ الحبيب، على كل اهتمامه، وكرمه، وبيته المفتوح. واستخدمت أنا عبارة للتعبير عن ذلك وهي "دايمًا عامر"، وعنيت بها أن يجعل الرب هذا المكان مفتوح، وبه بركة الرب. بعد الضيافة، تذكرت أن هناك أشخاصًا في الكتاب المقدس استضافوا المسيح في بيوتهم.

1. مرثا (لوقا 10: 38)

 دعت مرثا المسيح إلى بيتها، وكانت مرتبكة في إعداد الضيافة. إنها أرادت أن تعد له وليمة فاخرة، تليق بضيفها العظيم. إلا أنها عاتبت المسيح على جلوس مريم أختها عند قدميه، وأنها لا تساعدها. أجابها المسيح بأنها لا يجب أن ترتبك بأمور كثيرة، ولم يطلب منها أن تمتنع عن عمل الطعام، وإلّا لَمَات الناس جوعًا، وهلك المخدومين، على مرثا أن ترتّب أولوياتها.

فَعَلى الخادم المسيحي أن يعرف أنه لا يكفي أن يجلس ويتأمل ويدرس ويصلي، ويهمل خدمته. أراد الرب يسوع بكلماته لمرثا التعقل والاتزان، (ينبغي أن تفعل ذلك ولا تترك تلك). المسيح يريد أن تكون خلوتنا ولكن ليست على حساب خدمتنا، وتكون لنا خدمتنا ولكن ليست على حساب خلوتنا. 

2. متى – لاوي (لوقا 5: 27-32) 

دعى الرب يسوع متى وهو جالس عند مكان الجباية، فهو يعمل عشارًا (جابي ضرائب لدى الرومان). لقد كانت هذه الفئة من الأشخاص مكروهة جدًا لدى المجتمع اليهودي وقتها. لأنهم يعملون لحساب الرومان ضد وطنهم، فكان غنيًا على حساب ظلم شعبه. لكن متّى لبى دعوة الرب، وذهب إلى بيته وصنع وليمة لاكرام الرب يسوع. فقد أراد أن يعلن ولائه الجديد للرب، ودعى أيضًا أصدقائه ليعرفوا الرب. اليهود لا يأكلون مع العشارين والخطاة لكن يسوع أكل معهم. فأكثر ما حيّر المتدينين في زمن الرب أكله وشربه مع العشارين والخطاة، لقد أراد الرب ربح هذا الشخص العظيم، والذي كتب لنا بالوحي المقدس أول الأناجيل "إنجيل متى".

3.زكَّا (لوقا 19: 1-10) 

اشتاق زكَّا أن يرى يسوع ولو من بعيد. لقد عرف الرب رغبته، فالمسيح لم يمر من هذه الطريق صدفة، لكنه أراد أن يجد زكّا، مثلما يجد الراعي خروفه الضال. كانت هناك معوقات كثيرة تمنع رؤية زكَّا للمسيح. فهو عشارًا بل رئيس للعشارين، فمركزه قد يتأثر بما يفعله من تسلقه لشجرة الجمّيز، كما يفعل الأطفال، وخصوصًا قصار القامة،  كما أن اليهود يضعون العشارين في صفوف الزواني (متى 21: 31). لكن في النهاية تقابل الرب معه، ومكث أيضًا في بيته، وتغيرت حياة زكّا من هذه المقابلة، لقد تحدى زكَّا كل المعوقات، فحصل على نعمة لا تُقدَّر بثمن، ونال شرف إضافة الرب في بيته.

علامات التصنيف
الأرشيف