عزيزي القارئ، فكّر في أسباب ونتائج كل نقطة مما يأتي !!
أ. مشكلات تخص الخدمة والخدام.
1. تحوّل الخدمة الروحية والتي يجب أن تكون بقوة الروح القدس، إلى مجرد نشاط جسدي وترفيهي (مثل نادي اجتماعي).
2. تقديم الخدمة بطرق خطأ. إما نمطية غير متطورة، أو عصرية تافهة لإرضاء السامعين .
3. وقوع الخدام أنفسهم في نفس الأخطاء والخطايا التي يقع فيها المراهقين (مثل ادمان الفيسبوك، أو المواقع الاباحية، أو العلاقات العاطفية ...)، وبالتالي لا يمكنهم معالجة غيرهم، وهذا سبب رئيسي لفشل الخدمة.
4. تراجع دور كلمة الله كالقوة الوحيدة المُغيّرة للانسان، واستبدالها بالمباديء النفسية والاجتماعية.
5. الجهل بالأسلوب الصحيح للتعامل مع المراهقين. فقد يتم الخلط بين المحبة والليونة، والجهل بمبدأ السلطة الضابطة.
6. إهمال الخدام لحياتهم الروحية وتكريسهم وشركتهم، مما يجعلهم يؤدّون الخدمة كعادة أو بطريقة روتينية.
7. تركيز الخدام على أساليب الخدمة فقط، والتدريب على مهارات الخدمة، حيث أصبحت الخدمة كأنها فن من الفنون، واختفى الهدف الروحي للخدمة، وهو قيادة النفوس إلى المسيح المُخلِّص.
8. كثيرًا ما تكون الخدمة وسيلة لاشباع الاحتياجات النفسية للخادم، مثل تحقيق الذات والاحترام والقبول والتقدير والانجاز أو تعويض النقص.
ب. مشكلات تخص المراهقين (المخدومين).
1. التكاسل وعدم الاجتهاد في البحث، والتعود على السهل والمريح سواء في الأمور الروحية أو الزمنية.
2. سطحية المعرفة، وضحالة التفكير، رغم ادعائهم عكس ذلك. فمعظم معرفتهم في مجالات محدودة فقط.
3. الانبهار بكل ما هو جديد، والرفض لكل ما هو قديم (بصفة مطلقة)، كأن الحياة على الأرض بدأت اليوم.
4. عدم ادراك قيمة الوقت وسهولة تبديده بلا فائدة، وعدم ترتيب الأولويات بطريقة صحيحة.
5. رفض مبدأ الخضوع للسلطة شكلاً وموضوعًا، حتى الارشادات والنصائح، باعتبارها لا تتناسب مع العصر.
6. الطموحات العالية والبعيدة المنال، وعدم الرضا عن النفس والوالدين والمدرسة والكنيسة والمجتمع.
7. زيادة الجرأة في الكلام والتصرف والمجاهرة بالأخطاء بلا خجل، والذي قد يتعدى اللياقة.
8. فقدان الشهية للأمور الروحية، والشعور بأنها ثقيلة ومملّة ومتخلفة ولا فائدة منها، بل يفضّل تجنبها.
9. كثرة التساؤل والشك والحيرة، والبحث عن أدلة عقلانية ومنطقية بشأن الأمور الدينية والحياتية.
10. الانجراف والانقياد الأعمى وراء مفاهيم مضللة، بسبب سطحية الفكر وضغط الأصدقاء (غريزة القطيع)
ج. مشكلات تخص البيئة المحيطة بالمراهق.
1. التربية الخاطئة، وهي أكبر مؤثر على شخصية الإنسان، ولها ثلاثة أنماط:
- القسوة. وهي تعني الصرامة الشديدة في المحاسبة على الأخطاء، ويرتبط بها فقدان الحب وانعدام الشعور بالأمان والخوف من الوالدين " أيها الآباء، لا تُغِيضُوا أَوْلادَكُمْ لِئَلَّا يَفْشَلُوا " (کو ٢١:٣)
- التدليل. وهو يعني التهاون مع الأخطاء وتلبية كل الرغبات، وتجنب الاحباطات، نرى هذا في شخصية أدونيا بن داود في الكتاب المقدس، والذي كُتِب عنه: "وَلَمْ يُغْضِبَهُ أَبُوهُ قَط قَائِلاً: «لماذا فعلت هكذا؟" (١ مل ٦:١) فكانت النتيجة المحزنة أنه تمرّد على أبيه وحاول أن يستولى على المُلك!!
- الاهمال. وهو يعني اللامبالاة و الانصراف عن الأبناء، والانشغال سواء في العمل أو الخدمة أو حتى العبادة، كما فعل يعقوب، وأقام هناك مذبحًا وَدَعَاهُ إيل إله إسرائيل. تك ۳۳ : ۲۰، ونتيجة للاهمال ضاعت ابنته!!
2. المشكلات الأسرية والانفصال والحرمان من اشباع الاحتياجات النفسية الأساسية.
3. انحطاط المستوى التعليمي والتربوي في المدارس وبالتالي الثقافي والفكري.
4. انحطاط المستوى الأخلاقي في المجتمع عمومًا، والنجومية اللا أخلاقية والإعلام ذو القيم الهدامة.
5. اتساع المعرفة الجنسية، واشتعال الدافع الجنسي وسهولة العلاقات العاطفية والجنسية في حرية، بطرق كثيرة.
6. الفوضى الفكرية داخل المسيحية، ما بين اتجاهات كاريزماتية أو نفسانية أو اجتماعية أو متزمتة أوسطحية.
7. انتشار المفاهيم الخطأ للقيم السامية مثل الحرية، الحب، الاستقلال الشخصي، النجاح، الطموح.
8. انتشار الفكر الإلحادي على نطاق واسع (لأسباب عديدة)، وفشل الكنيسة في التصدي له بطريقة فعالة ناجحة.
9. القدوة السيئة من الآباء والمدرسين والقادة الروحيين، وجهلهم بالأساليب التربوية الصحيحة.
10. اتساع العالم الافتراضي (الوهميVIRTUAL )، الذي يعيش فيه المراهق – على الانترنت – بشكل مذهل
ما بين : حب وهمي، صداقة وهمية، ثقافة وهمية، تحقيق ذات وهمي، بطولة وهمية، روحانية وهمية، شخصية وهمية. وهو عالم غير محدود، ولا ضوابط له، كما أنه يجعل المراهق يعيش في الخيال كأنه واقع، و رغم أن الانترنت وسيلة ثقافية رائعة جدًا ونافعة وبنّاءة روحيًا وفكريًا وإجتماعيًا، يجب أن نشكر الله من أجلها، إلّا أنه يصير مُدمِرًا إذا ما أُسيء استخدامه، فهو سلاح ذو حدين.
الرب يسوع الخادم المثالي
- كان الرب يسوع، يهتم باشباع الحاجات النفسية لمَن يخدمهم، وليس الروحية فقط. لأن الطعام الروحي لا يفيد شخصًا جائعًا أو خائفًا أو شاعرًا بالرفض من الآخرين.
- كان الرب يلمس الشخص الأبرص مثلاً، ليعالج شعوره بالرفض، فلقد كان مثل هذا الشخص منبوذًا من الجميع (مت ۳:۸).
- كان الرب حريصًا أن يكون لتلاميذه وقتًا للراحة الجسدية والنفسية بعيدًا عن الضوضاء (مر ٦ : ٣١).
- تحنن الرب على الجموع حينما شعر بمعاناتهم واضطرابهم النفسي " كغنم لا راعي لها " (مر ٦ : ٦).
- قبل أن يطعم الآلاف، جعلهم يجلسون "رفاقًا رفاقًا"، كل مجموعة من الأصحاب معًا (مر ٦ : ٣٩).
ليشبع احتياجهم إلى الرفقة الاجتماعية، وعلى العشب الأخضر " كمكان مريح نفسيًا وجسديًا (مر ٦ : ٤١). أمرهم أن يجلسوا صفوفًا صفوفًا (مئة مئة، خمسين خمسين) دلالة على ممارسة السلطة الضابطة التي تضمن النظام، وتستبعد الفوضى، حرصًا على راحة الجميع.
- أدرك حاجة المرأة السامرية إلى الاحترام والتقدير، لذا لم يجرح شعورها أمام التلاميذ، وفي نفس الوقت لم يهادنها على شرورها، فقد احترم شخصها، وفي نفس الوقت عالج سلوكها الشرير (يوحنا ٤).
- أشبع حاجة التلاميذ إلى الأمان حينما هاج البحر، وبعد ذلك وبّخهم على عدم ثقتهم في وجوده معهم (مر ٤ ؛ مت ٩ : ٣٦). هذا يوضّح كيف كان الرب يفهم دائمًا احتياج النفوس الروحي والنفسي والجسدي معًا.
- بعد القيامة، ظهر خصيصًا ليعالج الإحباط واليأس لدى تلميذي عمواس، فاستعادوا الإيمان به (لو ٢٤).
- أخيرًا، يجب أن نتذكر أن الرب نفسه ذكر أمثلة رائعة عن الخدمة المسيحية العملية، حينما تحدث عن إطعام الجائع وسقي العطشان وايواء الغريب، وكساء العريان، وزيارة المريض والمحبوس (مت ٢٥ :٤٠).
ولكن، يجب أن نلاحظ أن الخدمة الروحية للنفوس، ليست مجرد إشباع الاحتياجات النفسية والجسدية فقط، وإلا تكون وزارة الشئون الإجتماعية أعظم خادم للمسيح !!
بل نريد أن نقول، أن الخدمة الصحيحة لابد أن تشمل التركيب الثلاثي للإنسان (الجسد والنفس والروح).
آمين.
مشكلات فى خدمة المراهقين